
نافذه لاجلي
تاليف: مي عادل
اين ابي؟
لا يجد عقل الصبي الصغير تفسيرا عن الذي يجري .. فيجتهد التفسير في مساحة ضيقة من الخبرة .. والسنوات التسعة من العمر ليست كافية أن يمد الصبي بالإجابات التي يريدها .. فيظل في حيرة من الأمر .. ومفهوم الأب عادة في ذهن أمثاله من الأطفال هو أن ( الأب ) هو ذلك القدوة الأعلى الذي يمثل قمة الكمال في كل شئ .. فالأب دائماً على صواب ويجب أن يطاع .. وهو ذلك الدرع الذي يقي الطفل والأسرة من كواسر المحن وبواتق الظروف .. وهو الغطاء الشافي الذي يحامي عند اللزوم .. ويعاقب عند الإفراط .. والطفل يظن أن الأب لا يمكن أن يكون فيه شئ من نواقص المعرفة .. أو الجهل ببعض الأمور .. وفي منظور الطفل الأب هو ذلك العمود المتين الذي لا يقارع .. وكل طفل معجب بأبيه .. وهنا نرى طفلاً يدخل في تجربة أكبر من طاقته .. وهو الوحيد لأمه وأبيه .. وحتى بلوغه من العمر تسعة سنوات ظل البيت خالياً من أطفال غيره .. وبالنسبة له تلك ليست في نطاق ملاحظاته .. ولكن هي ملاحظات يواكبها الأب والأم في كثير من الأحيان .. وهناك من وقت لآخر كان الطفل يلاحظ لغطاً بين أبيه وأمه عن توقف عن الإنجاب بسبب الكل يتهم فيه الآخر .. ودون أن يجد تفسيراً لمعنى التسبب أو عدم التسبب .. ثم بدأت العلاقات تتدهور بين أبيه وأمه بأسباب مبهمة كليا لذلك العقل الصغير .. وهناك عادة نقاشات حادة بينهما .. ثم تنتهي الحدة بخروج الأب من المنزل فورا .. ثم يتغيب لأيام .. أما هو فدوره فقط أن يكون طفلا دون أن يعرف المزيد .. تجاهل كامل من الجانبين .. فيعيش لحظات مظلمة في غرفته .. ويحس بمرارة وحسرة .. ولكن لا يستطيع أن يفصح لأحد .. ثم تدور الأيام بمنوال كله خلافات .. وغياب بسمات في الشفاه .. وتواجد كل فرد في زاوية منفرداً .. وفي يوم من الأيام رجع إلى البيت كعادته من المدرسة وقبل أن يدخل سمع أصواتاً مرتفعة بين أبيه وأمه .. ثم عندما هم أن يفتح الباب كان أبوه قد سبقه بالفتح ثم خرج مقاضباً وهو يهمهم .. ويلعن .. ثم غادر دون أن يعطي أية اهتمام لذلك الصبي الذي يقف عند الباب .. فدخل الدار ووجد أمه وهي تبكي بحسرة .. وتقدم نحوها وحاول أن يطيب خاطرها .. ولكنها قالت له : خلاص أبوك قد هجرنا .. كلمات بالنسبة للصبي فاجعة يحس بها في أعماقه دون أن يستدرك المفهوم الحقيقي لها .. ماذا يعني له أن يهجر الأب داره ؟؟!! .. فيسأل أمه في حيرة قائلاً : كيف يهجرنا وليس له بيت غير بيتنا .. فتبتسم الأم في ألم وتقول له : أنت مسكين يا ابني ولا تعرف الحاصل .. وفعلاً هو لا يعرف لأنه لم يخبر لكي يعرف .. وبالنسبة له كل الأحداث التي تجري مجرد طلاسم غير مفهومة .. وانتهى زمن الأسرة الذي كان .. وتبدل الحال إلى أم حزينة وصبي حائر .. ودارت الأيام وهو لم يرى أبيه بعد ذلك اليوم .. وكان يشتاق كثيراً لأيام الأسرة .. ويشتاق لذلك الأب الذي طالما كان هو القدوة والحامي والكبير الذي يتفاخر به بين أقرانه .. ولكن طال غيابه .. وتجاهلهم الأب كلياً .. والصبي يحاول أن يساير الظروف .. ولكن عند أنصاف الليالي فجأة يجد نفسه وهو يبكي بحسرة وألم .. ثم يغطي رأسه الصغير بالمخدة حتى لا يخرج صوت بكائه فتسمعه الأم .. ثم يأتي الفرج كالعادة من تسلط النعاس الذي يغطي جفنيه بالنوم فجأة .. ثم يدخل في شريط الأحلام الذي يكون عادة بين أب يزمجر وأم حائرة تدمع .. وقد اجتهد كثيراً أن يعرف الحقيقة .. ثم عندما عجز حاول أن ينسى أو يتناسى .. وفي ذات يوم وهو عائد من المدرسة ماشياً كعادته .. وبالقرب من إحدى الحدائق توقف فجأة لأنه لمح أبيه يجلس داخل الحديقة حول طاولة مع أناس آخرين .. فازدادت ضربات قلبه الصغير .. ثم رجع الخطوات ودخل الحديقة .. ووقف في مكان غير بعيد من مكان تواجد أبيه .. كانت هناك إمراة جميلة تجلس بالقرب منه ثم هناك ولد في عمر سبعة سنوات وبنت في عمر خمسة سنوات .. كانوا سعداء في مجلسهم .. يتسامرون ويضحكون .. والأب سعيد جداً بينهم .. فأقترب الصبي أكثر فأكثر .. وأخذ يستمع إليهم .. ثم فجأة غشيه الذهول وقد سمع الولد ينادي أبيه قائلاً ( يا أبي ) وكذلك البنت الصغيرة .. فلم يصدق أذنيه من أول وهلة .. ولكن الحقيقة تكررت .. ودون أن يشعر بدأ يحس بنوع من الغيرة الشديدة .. وهو الذي كان دائماً يظن أن الأب له وحده دون سواه .. ولكن الأحداث بدأت تتسارع .. والغوامض بدأت تتكشف له قليلاً قليلاً .. ولأول مرة يرى أبيه يداعب ذلك الولد وتلك البنت .. ويضحك ويمرح معهم .. ودون أن يحس بدأت الدموع تجرى من عيونه بغزارة .. ولكن تلك المرأة الجالسة معهم لاحظت الأمر .. ثم نبهت الأب الذي التفت لناحيته ليجد ابنه وقد تبلل بالدموع .. فوقف فوراً ثم تقدم لناحيته ليأخذه بين أحضانه في شوق شديد .. ثم أخذ يضمه إلى صدره .. ثم يمسح دموعه بيديه .. ويقول له كيف أتيت إلى هنا وكيف وجدتنا ؟؟ .. ثم يضيف قائلاً هذه من أسعد اللحظات في حياتي حيث أجد أمامي فلذات كبدي جميعهم .. ولكن الصبي يرمي سؤالاً أدهشه عندما سأله في براءة قائلاً : ( هل أنت مازلت أبي كما كنت في الماضي ؟؟ !! أم أنت فقط أبو لذلك الولد وتلك البنت ؟؟ !! ) فتعجب الأب من ذلك السؤال !! فقال له : ما الذي يدفعك لتقول ذلك .. ثم استدرك مقدرة الصبي في استيعاب الأحداث .. فيقول له أنت ابني وذلك أخوك وتلك أختك وتلك أمهم .. تصريحات من الأب أذهلت الابنين والبنت الصغيرة .. أما الأم هنا فتعرف القصة كلها .. كما أن الأم هناك تعرف القصة أيضاً .. ولكن تلك مقامرة رجل تزوج بأخرى متعمداً إخفاء الأمر في بداياته .. وحتى مرت السنون .. فكشفت الأولى السر فيما بعد ثم لم تقبل حصيلة الأمر .. وكانت تلك المشاحنات ثم تلك المراحل الإبتعادية .. وأخذ الصبي يتفهم الأمر قليلاً .. ثم وجد نفسه في طفولة طاهرة يقبل بالواقع .. فينظر لأخ له لم يكن من قبل !! وينظر لأخت لم تكن له من قبل .. والأب يصر على مواصلة المفاجآت فيطلب من الجميع أن يركبوا معه في السيارة .. ثم يذهبوا جميعاً لبيت الزوجة الأولى وهناك تتسارع المفاجآت .. ويدخل الجميع عليها ثم الجميع يحضنوها بعطف شديد .. فهي بدورها تقبل الأمر وسط فرحة الكل .. وولدها يمسك بيدها بيد وبالأخرى يمسك يد الأب في منظر يعصر الدموع من المحاجر .. ثم لوحة لأسرة مكونة من أب وأم وأم ثم ولدين وبنت .. وكان أسعدهم أب أخيراً شتاته قد جمع .. وصبي بين يوم وليلة له أخ وأخت .. ثم حلول لطلاسم في عقول صغيرة عانت كل المحنة ..
نافذه لاجلي
في احدي مستشفيات كاليفورنيا كان هناك مريضان في غرفة واحدة كلاهما به مرض عضال، احدهما كان مسموحا له بالجلوس في سرير لمدة ساعة يوميا بعد العصر ولحسن حظه فقد كان سريره بجانب النافذة الوحيدة اما الآخر فكان عليه أن يبقى مستلقيا على ظهره طوال الوقت كان المريضان يقضيان وقتهما في الكلام دون ان يرى احدهما الاخر لأن كلاهما كان مستلقيا على ظهره ناظرا الى السقف تحدثا عن اهليهما ِِوعن بيتيهما وعن حياتهما وعن كل شي .
وفي كل يوم بعد العصر كان الاول يجلس في سريره حسب اوامر الطبيب وينظر الى النافذة ويصف لصاحبه العالم الخارجي
وكان الاخر ينتظر هذه الساعة كما ينتظرها الاول لأنها تجعل حياته مفعمة بالحيوية وهو يستمع لوصف صاحبه للحياة في الخارج .
كان يحكي له عن الحديقة . والبحيرة الكبيرة التي يسبح فيها البط . وتطفو عليها اوراق الزهور الرائعة . وعن الاطفال الذين يمرحون حولها . والكبار الذين يتمشون على حافتها وعن اخرين الذين يجلسون في ظلال الاشجار بجانب الزهور ذات الالوان الجذابة ومنظر السماء الذي كان بديعاً يسر الناظرين .
كان رائعاً في وصفه ورقيقاً في كلامه ومبدعاً في التعبير لدرجة جعلت المريض الاخر ينصت في ذهول مستمتعاً بما يسمع ومغمضاً عينيه متخيلاً هذا المنظر الجميل للحياة المفعمة بالزهو .
ومرت الايام والاسابيع وكل منهما سعيد بصاحبه، وفي احد الايام جاءت الممرضه صباحاً لخدمتهما كعادتها فوجدت المريض الذي بجانب النافذة قد قضى نحبه خلال الليل ولم يعلم الاخر بوفاته الا من خلال حديث الممرضه عبر الهاتف وهي تطلب المساعدة لاخراجه من الغرفة .... فحزن على صاحبه اشد الحزن .مرت ايام عديدة، ومازال الصديق يحب لصديقه ويتذكر كثيراً.
وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من الممرضة ان تنقل سريره الى جانب النافذة ليعيش باقي ايامه في مكان صاحبه
ويتذكر حديثه كلما ولما حانت ساعة العصر ذلك الحديث الشائق العذب الذي كان يرفع من همته ويزكي نفسه .
وقرر ان يحاول الجلوس ليعوض مافاته في هذه الساعة وتحامل على نفسه .... وهو يتألم ورفع رأسه رويداً رويداً مستعيناً بذراعيه ثم أتكأ على احد مرفقيه وأدار وجه ببطء شديد تجاه النافذة لينظر الى العالم الخارجي الذي كان يصفه له صاحبه ولكن كانت المفاجأة انه لم ير امامه إلا جداراً أصماً من جدران المستشفى !!! فقد كانت النافذة على ساحة داخلية !!!
فنادى الممرضه وسألها إن كانت هذه هي النافذة التي كان صاحبه ينظر من خلالها ؟!
فأجابت : انها هي ! فالغرفة ليس فيها سوى نافذة واحدة .
ثم سألته عن سبب تعجبه ! فقص عليها ماكان يرى صاحبه عبر النافذة وماكان يصفه له . كما تعجبت الممرضة اكبر من تعجبه هو ..
إذ قالت له : إن المتوفي كان أعمى !
ولم يكن يرى حتى هذا الجدار الأصم !!!
ولعله أراد أن يجعل حياتك سعيدة حتى لاتصاب باليأس فتتمنى الموت .
نصيحه!!!!!
إسعد الناس لتسعد إذا جعلت الناس سعداء فستتضاعف سعادتك، ولكن إذا وزعت الأسى عليهم فسيزداد حزنك.
فليكن شعارنا جميعا وصية الله التي وردت في القران الكريم وقولوا
للناس حسنا
العالم الازرق
ظهر واخيرا العالم المنشود حيث الخلاص فيه للجميع حيث البهجه فيه للجميع. ظهر واخيرا العالم الذي خرق كا الحدود ووسع كل المعادلات حيث اصبحنا نبحث عن سلم ما، عن حبل غسيل ما نعلق عليه ما تربينا عليه. ظهر هذا الكون الذي اتانا منيرا فارهقنا بنظرياتنا الاجتماعيه والنفسيه. كل واحد منا في هذا الكون الجديد كون (الفيس بوك) يعتقد نفسه ملكا علي مقاطعات اللايكات الرائعه حيثالحاشيه هم الاصدقاء المفترضين.تعزل من تشاء وتثني علي من تشاء..تقرب من تشاء وتبعد من تشاء.. تعيش لحظات من الهلوسه، فتعتقد نفسك لوهله نابليون بونابرت وهو يقود حملته علي مصر. او تسكرين 1000,000 لايك، فتتصورين انك كليوباترا تدخل علي يوليوس قيصر في مقصورته الذهبيه.. وتحكم العالم بسطوه ع