top of page

سلام في امان الله


 كان فيما مضى رجل فقير يحاول أن يجد عملا ليستطيع أن يحسن أحواله وزوجته
وبعد مدة طويلة جدا من البحث عن عمل وجد عملا يتطلب منه السفر مدة تزيد عن عشرين سنة، وحين أخبر زوجته بذلك تضايقت لأن الزوج قد كان عازما على الرحيل، وطلب منها ان تعده ان لا تحب احدا سواه  خلال هذه الفتره حتي يرجع. 
 تبسمت زوجته وقالت: أنها ستنتظره وستبقى مخلصة له وودعته ( سلام في امان الله.) 
وبالفعل غادر الزوج وبدأ يعمل في طاحونة قمح عند رجل طيب كان يعامله كصاحبه وأحب إخلاصه وجديته بالعمل ولكنه لم يكن يستطيع أن يعطيه المال الكافي ليدخر منه الشيء الجيد فقد كان الآخر لا يملك من النقود إلا القليل
وبعد مرور العشرون عام أخبر الرجل صاحب العمل أنه سيعود إلى زوجته التي وعدها أن يرجع لها بعد هذه المدة فودعه الرجل وهو حزين وطلب منه أن يسامحه لأنه كان يستحق أكثر مما كان يعطيه ولكن هذا ما استطاع عليه، وأعطاه كمكافأة ثلاث قطع ذهبية، وركب الرجل القطار عائداً إلى مدينته بشوق
ولاحظ وجود رجل عجوز يحدق بنافذة القطار ولا يتحدث وبجانبه شابان يضحكان
سألهم الرجل : من هذا الرجل العجوز؟
فقال أحدهم : هو والدنا 
وكما ترى فهو لا يتحدث أبداً إلا بثمن لأن من كلامه الحكم
فسأل الرجل : وأي ثمن؟
فقال: مقابل كل عبارة يقولها قطعة ذهبية
تذكر الرجل القطع الذهبية الثلاث التي أعطاها له صاحب العمل
ولأن الفضول بدأ يغلبه قام بإخراج قطعة ذهبية وأعطاها للرجل العجوز
فقال العجوز : لا تدخل إلى النهر العاصف
لم يفهم الرجل ما قاله العجوز ولكنه كان يريد أن يسمع المزيد
وقال أن قطعة أخرى من الذهب لن تغير حالة الفقر لديه
وأعطى الرجل العجوز قطعة أخرى ليستمع إلى عبارة أخرى
ضع بريدك الإلكتروني " اميلك " هنا لتصلك أحدث القصص والمعلومات اشتراك

بعد الضغط على زر اشتراك يرجى تأكيد بريدك بالضغط على رابط التفعيل للرسالة التي تصلك على البريد
فقال العجوز: في الوقت الذي ترى فيه نسوراً تحوم اذهب واعرف ما الذي يجري
وسكت العجوز، وكان الرجل محتاراً ولا يعلم أيعطي العجوز القطعة الذهبية الأخيرة ليسمع مزيداً من العبارات أم يحتفظ بها؟
لكنه لم يشعر بيديه وهي تتسلل جيبه لإخراج القطعة الأخيرة وقام بالنظر إليها ومدها إلى العجوز ليسمع منه النصيحة الثالثة
أخذ العجوز القطعة الذهبية وقال: قبل أن تقدم على فعل أي شيء عد في عقلك حتى خمسة وعشرون ووصل المسافرون كل إلى مدينته
وفي طريق العودة وصل الرجل إلى حافة النهر وكان النهر يعصف ويجر في تياره الأشجار وأغصانها فتذكر الرجل أولى نصائح العجوز ولم يقم بمحاولة عبور النهر
وقرر أن يستريح قليلاً على ضفة النهر ثم يواصل المشي فرأى فارساً يمتطي حصاناً يحاول عبور النهر كانت الدوامات تدور بهم وغرق الفارس واستطاع الحصان أن يقترب من ضفة النهر فأنقذه الرجل وركبه وتابع مسيره من الضفة المقابلة للنهر
وسار في الأشجار الكثيفة وأثناء سيره رأى ثلاثة نسور كبيرة تحوم فذهب الرجل ليرى ماذا هناك نظر بين الأشجار فرأى ثلاث جثث وبقربهم حقيبة من الجلد
كانت الجثث لقطاع طرق وكانت الحقيبة مليئة بالذهب الذي سرقوا أحد المارة ليلا واختلفوا في تقسيم الذهب بينهم فكانت النتيجة قتلهم بعضهم بالمسدسا أخذ الرجل النقود ووضع على جنبه أحد المسدسات وتابع مسيره وأخيرا وصل بيته مساء فتح الباب الخارجي ووصل ساحة منزل نظر من النافذة فوجد طاولة وقد غطتها المأكولات وكان يجلس عليها اثنان زوجته ورجل لم يعرف ولم يستطع أن يعرفه لأنه كان ينظر إليه من خلفه ولكنه أدرك خيانة زوجته له في غياب وأخرج المسدس من جيبه ليطلق النار عليها ولكنه تذكر نصيحة العجوز الثالثة أن يعد حتى خمسة وعشرين وبالفعل قام بتطبيق هذه النصيح وبينما كان يعد إذا بالرجل الذي مع زوجته يلتفت فعلم أنه أخ زوجته جاء لزيارتها من البلدة البعيد وندم الرجل لأنه أساء الظن بزوجته وحمد الله أنه قام بالعمل بنصائح العجو وصاح بلهفة يا زوجتي لقد عدت أخيرا حاملا معي المفاجئات.

bottom of page