top of page

لا تسمحي للحب ان ينتهي بك


في الطريق السريع على مسافات بعيدة من المدينة، هبت عاصفة ، فساد الطريق شيء من الظلام. فجأة كادت سيارة لانا المرسيدس أن تنحرف، فقد فقدت توازنها، لأن إحدى العجلات قد فقدت كل ما بها من هواء.

صارت لانا في صراع بين بقائها في العربة، وقد لا تعبر بها سيارة شرطة النجدة أو تنزل من السيارة وتعاني من العاصفه الشديده.

عبر رجل بسيارته المستهلكة، فتوقف ليسأل لانا أن كانت تحتاج إلى معونة. رأته  فخافت منه جدا، إذ يبدو أنه عامل فقير غير مهندم في ثيابه. وهي امراه غنية  تركب سيارة مرسيدس.

أدرك الرجل مشاعر السيدة، فابتسم وهو يقول: لا تخافي يا سيدتي، فإني أود أن أساعدك!

قالت له: إني محتاجة إلى تغيير العجلة!!!

- ولماذا نزلت في العاصفه؟ أرجوك أدخلي في السيارة.

في وسط العاصفه الشديده جوي بتغيير العجلة، وسأل السيدة: أن تتحرك حتى يطمئن عليها.

مدت يدها لتقدم له مالا، فقال لها: "شكرًا، فإني لم أفعل شيئا. كثيرون خدموني بمحبة مجانا، وأنا لا أعرف حتى أسماءهم. فإني أرد لهم ما فعلوه معي. لتصحبك السلامة، الرب معك.

قالت لانا: ربنا أعطاني الكثير، فكيف أظلمك؟ أرجوك أخبرني ماذا أقدم لك، مهما طلبت أعطيك".

قال لها: لا يا سيدتي. ردي لي هذا الدين بأن تسندي إنسانا محتاجا، تذكري أن أسمى عيسي!

انطلقت السيدة بسرعة وهي متهللة فقد شعرت بالحب الحقيقي الذي لا يطلب لنفسه شيئا. وانطلق عيسي بسيارته القديمة متهللا، فقد شعر بدفئ عمل المحبة وسط العاصفة . يود لو قضى كل عمره يعمل!

إذ بلغت لانا قرية صغيرة بها مطعم بسيط أمامه نور خافت بالكاد يمكن رؤيته بسبب العاصفة ، نزلت ودخلت المطعم. قدمت لها عاملة المطعم الطعام وكانت حاملا.

سألتها لانا: "متى تترقبين المولود السعيد." ربما غدا!

وكيف تعملين؟ الاحتياج!

قدمت لها ورقة بمائة جنيه، وإذ ذهبت العاملة لتحضر لها بقية الحساب، استقلت لانا سيارتها وانطلقت.

خرجت العاملة تبحث عنها فوجدتها قد انطلقت بالسيارة. عادت إلى المائدة فوجدتها قد كتبت لها على ورقة: "الابنة المباركة”

أرجو أن تقبلي المبلغ الذي بيدك للمولود السعيد. فإني أرد لك ما قدمه لي غيرك.

تذكري أن عيسي صنع بي خيرا.

أرجو أن تردى لي هذا العمل في إنسان محتاج.

اذكري أن من صنع معي خيرا اسمه عيسي". فرحت السيدة جدا.

 وفى اليوم التالي، أنجبت طفلها السعيد.

بعد يومين، إذ كانت العاملة مع زوجها سألها: أراك لم تطلبي مني مالا للإنفاق على الطفل!

قبلته زوجته وهى تقول: لقد أرسلت لي المال يا عيسي مع السيده لانا صاحبة السيارة المرسيدس!

دهش عيسي فقد ردت السيدة المحبة بالمحبة لزوجته وهي لا تعرف.
 

bottom of page