top of page

دموع ام

نامت امراه ودموعها تجري من عينيها، وإذ بها تري نفسها واقفة على قطعة من الخشب، والكآبة قد شملتها، ودموعها كينابيع تفيض بغير توقف. رأت فتى بهي الطلعة، ترتسم الابتسامة على شفتيه، ويشع الفرح من ملامح محياة. جاء إليها وبلطف سألها: مالك تبكين، والغم لا يبرح من قلبك؟

لم تستطع الام أن تجيب من كثرة بكائها، لكنها إذ تطلعت إلى الفتى تشجعت وتعزت. عندئذ أجابته: يا سيدي... ولدي!

ولدي الذي من لحمي ودمي قد هلك!

صار عالما عظيما، يجالس العلماء، ويحسده الأغنياء، وكل الناس.

تتمناه كل فتاة أن تكون عروسا له، لكنه فقد نفسه وهلك!

ابني، منذ صباه لم يصلي، ولا يقرا في الكتاب المقدس!

ولدي يرتبط بعشيقة يلتقي معها كل ليلة، ينسى حياته ويتمرغ في الدنس!

ولدي، كيف لا أبكيه كل حياتي!

كيف لا تمتلكني الكآبة من أجله. عندئذ لم تستطع أن تكمل حديثها بل أجهشت في البكاء.

تطلع إليها الفتى البهي. وفي حنان أبوي أخذ يطمئنها قائلا: تعزي ولا تخافي. هذا هو ولدك هنا، وهو معك.

التفتت المرأة، فإذا بها تراه بجوارها واقفا معها  وللحال أدركت أنه سيكون انسان اخر متدين، ملتزم بالايمان،والصلاه، وقراءه الكتاب المقدس.

bottom of page