top of page

احبها من عالم افتراضي

الفيسبوك أو العالم الأزرق كما نسميه هو عالم متنوع و غني بكل ما نريد و يتمتع بمساحة كبيرة و يضم الجميع بمختلف إعتقاداتهم و أيديولوجياتهم لكن لا نختلف في الحب و هذا ما يجعلنا نحب و نعجب بسهولة من طرف بعض الأشخاص فيهدم كل قواعد الحب التي نعرفها فتكثر كلمات حب و إعجاب من أول دردشة !!

هل ما يحدث في العالم الأزرق طبيعي أم مجرد غرفة مغلقة تبيح فعل و قول ما نريد، غريب أمر البعض في تحرير كلمات مقدسة في عالم الحب و الأمنيات بتلك السهولة و العفوية ..ذات يوم قالت لي صديقة مقربة على إعتراف حب  رجل لا تعرف هويته ..فقط صورة له و هي صور لها فهل يعقل أن نحب من صورة ?!

تطورت العلاقة بسرعة حتى هي لا تكاد تصدق ..أما هو فيرى أنه وجد ضالته فمن كلمات إلى كلمات حتى إمتهن الشعر فيها و قانون المنطق لديها يرفض التصديق فرغم جمالية الموقف إلا أنها تخضع للرقابة الذاتية و تعلم أن ما يأتي بسهولة يذهب كذلك بسهولة ، قال لها مرة : أنا أحبك فماذا عنك ؟!

لم تجبه... فهي لا تحب بتلك السهولة و كلما تجاهلته وجدت فيه شخصا صادقا كما تدعي و رجل أقام دستوره في سطريين أحبك و أريدك لي !

هي كانت من معجبي هيباتيا و كان هو يملك مواصفات قلما توجد في وقتنا الحالي فلا تدري أي ريح هبت به هنا في هذا العالم الإفتراضي ثم بين المد و الجزر في بحر أفكارها تقرر المضي معه إلى الآخر و مرت أسابيع و شهور تعلقا ببعض من دون أسئلة حول هويتهما فحصل ذاك الحب الإفتراضي و إنتظر هو سنتين ذاك اللقاء على أرض الواقع و لم يحصل بعد !

توجد مسافات تفصلهما فيجتمعان في عالمهما و كل يوم تزيد مخاوفها حول ماهية هاته العلاقة ..تقرر الهروب أو الإختفاء فيبعث لها رسالة كأنه يراقبها و يقول :

هل هبت ريح اقوى مني و غيرت مسارك ..لا تفعلي فنحن رغم أننا لا نرى بعض إلا أن تحقيقه ليس بالأمر الصعب ، حاولي تصديقي لأحاول المضي قدما فبلا ثقتك لن نكمل !!

أجابته بغضب : ماذا تريد .. لست خيالا إنما واقع و أحب العيش في واقع يضمن لي أن لا أخدع !؟

قال لها : أريد أن نكون معا ..لست هنا للتسلية فمثلي لا يحب بسهولة كما تتوقعين فأنت تحت مجهري منذ مدة طويلة و اللقاء على أرض الواقع سهلا بقدر ما هو 

bottom of page