
جيهان والبغبغان
اعتادت جيهان أن تزور جدها كل يوم بعد الخروج من المدرسة في طريقها إلى منزلها. وكان الجد الذي يعيش بمفرده يتهلل بهذه الزيارة المفرحة. وعند انصراف جيهان، يفتح جدها النافذة ويدعو لجيهان بالبركة.
إذ مرض لازم فراشه، فذهبت إليه جيهان وصارت تخدمه. وأخيرا قبلت جيهان جدها وانصرفت. أغلقت جيهان الباب وإذ انطلقت نحو منزلها سمعت صوتا يدعو لها: الرب معك يا جيهان! الرب يباركك ويحفظ طريقك!
تطلعت خلفها فلم تجد جدها علي النافذة كالعادة تنطق بهذه الكلمات.
قالت في نفسها: جدي مريض وملازم الفراش، لست أظن أنه قام ليتطلع إلي ويدعو لي بالبركة. ربما هذا الصوت في داخلي، صوت جدي الذي تعودت أن يباركني ويدعو لي. لكن إذ أعطت ظهرها لمنزل جدها سمعت الصوت يتكرر. فعادت تفتح الباب ورجعت إلى جدها تروي له ما سمعته.
قال لها جدها انه صوت الببغاء الذي بجوار النافذة، فإنه يكرر ما كنت أقوله لك كل يوم!
فرحت جيهان جدا من الببغاء وانطلقت نحوه تقبله وصارت تهتم بأكله وشربه، وتكونت بينهما صداقة قوية.
تعلمت جيهان من الببغاء أنه بكلمات الحب والبركة تتكون الصداقات!