top of page

تذكر عطاياي لك

كان وجدي دائم التذمر، يشعر كأن العالم كله قد ضاق به، ليس فيه من شيءٍ جميل،

 ولا ما يبهج حياته.

 في صباح يوم الاثنين، ركع وجدي وصرخ: "إلهي... أريد أن أشكرك، لكن قلبي

 جامد! لا اشعر أنني أتمتع بعطية ما. خشوع، تتحدث أرسل لي من يهبني درسا،

 ويعلمني حياة الشكر!."

ركب وجدي الأتوبيس فوجد فتاة جميلة متهللة، لا تفارقها الابتسامة. قال في نفسه:

"إنها شابة جميلة، حتما تشعر بحب الكثيرين واهتمامهم بها، ماذا ينقصها؟

ليتني في موضعها، ما كانت البشاشة تفارق وجهي!

وقف الأتوبيس في المحطة التالية، وإذا بالفتاة تنحني وتسحب عصا من تحت المقعد.

 تمسك بها وتستند عليها لتنزل، إذ هي مبتورة القدم.

بفرح قالت: "أشكرك يا رب لأنك أعطيتني قدما أسير به حسبما أنت تريد!"

في المحطة التالية نزل وجدي من الأتوبيس، وذهب إلى متجرٍ صغيرٍ ليشترى

 قلما. أعطى الثمن لصبي يبدو عليه روح المرح واللطف. قدم له القلم في ابتسامة

 رقيقة وهو يقول له: "أرجو ألا أكون قد تأخرت عليك!"

قال له وجدي: "يبدو انك صبى رقيق للغاية. إني سعيد أن أتحدث معك، أما ترى

 ذلك". بابتسامه عذبة قال الصبي: "أشكرك، لكنني لا أرى، فإنني أعمى".

سار وجدي في الطريق، فرأى طفلا جميلا جدا، كان يقف بعيدًا عن زملائه، لا يلعب

 معهم، لكن علامات الفرح تسطع في وجهه. اقترب إليه وجدي وقال له: "لماذا لا

 تلعب مع زملائك؟ " قال الطفل: "سامحني لم أسمع ما تقوله، فإنني أصم".

bottom of page