top of page

الطائر العجيب

في بداية الشتاء بدأت أول عاصفة ثلجية، فتطلع شاب من نافذة حجرته يتتبع بقلبه كما بعينيه الطيور وقد انطلقت لتختفي وتجد ما يحميها من الثلج. فتح الشاب النافذة وانتظر لعل الطيور تدخل حجرته وتجد دفئا وطعاما لها، لكنها لم تستجب. مد الشاب يده وقد امتلأت بالطعام، لكن الطيور لم تكن تهتم بطعامها بل بقيت في موضعها تعاني من البرد القارس.

حاول الشاب بكل الطرق أن يستدرجها نحوه بلا فائدة. أخيرا قال في نفسه: لا يوجد طريق لخلاص هذه الطيور من الموت المحقق، إلا أن أصير أنا نفسي طيرا، وانطلق من النافذة، والتقى بالطيور، ثم أعود فأجتذبهم معي إلى حجرتي، يتمتعون بالدفئ والطعام.

هذا هو الحب العملي الذي فيه ينطلق الشخص نحو المتألمين والهالكين بروح التواضع ليقودهم بالحب إلى الخلاص والمجد. هذا ما فعله كلمة الله، إذ صار إنسانا "وحل بيننا". نزل إلينا من سمواته والتقى بنا على الأرض لكي ننطلق معه وبه إلى سمواته.

bottom of page